الصراع النووي الإيراني-الإسرائيلي: مواجهة صفرية تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم عذارء الزبيدي / ماجستير علاقات دولية
الصراع النووي الإيراني-الإسرائيلي: مواجهة صفرية تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم عذارء الزبيدي / ماجستير علاقات دولية

الصراع النووي بين ايران واسرائيل مواجهة وجودية تهدد استقرار الشرق الأوسط.
عذراء اسعد الزبيدي
يعد الشرق الاوسط من اهم المناطق العالمية اذ يشكل ملتقى القارات الثلاث اوروبا واسيا وافريقيا فهو ذو اهمية بالغة بالنسبة للعالم اجمع ومحور للتكتلات والتحالفات الجيوستراتيجية العالمية فضلا عن اهميته الجيوتيكية والاقتصادية والجيوسياسية لما يمتلكه من ثروات هائلة وامكانات ضخمة جعلت منه ذا تأثير على العالم بأسره فهو البوصلة الرئيسة التي تتنبأ وتؤثر بالاحداث العالمية
ان اهم فاعلين دوليين يحددان استقرار الشرق الاوسط وشكله ونشاطاته وتفاعلاته الدولية هما الكيان الاسرائيلي الذي يعد القوة المهيمنة والمسيطرة والمتجذرة فيه والجمهورية الاسلامية الايرانية ببرنامجها النووي الذي هدد امن هذا الكيان ووجوده لذا اصبحت الحرب بين الطرفين حربا صفرية وحرب وجود مستمرة عبر التاريخ الى الوقت الحاضر يعد البرنامج النووي الايراني القوة الوحيدة التي تستطيع ان تميل بميزان القوة ضد اسرائيل فالبرنامج النووي الايراني منذ المرحلة الاولى من تأسيسه الى الوقت الحالي يمثل الخطر الاكبر بل والوحيد الذي يهدد امن اسرائيل ووجودها
فعلى الصعيد السياسي جعل البرنامج النووي الايراني من الجمهورية الاسلامية احدى اقوى الدول في منطقة الشرق الاوسط واضفى عليها ثقلا اقليميا ودوليا لا يضاهى كما اسهم في افشال الكثير من المخططات الاسرائيلية ودعم جميع الجهود الساعية الى استعادة الاراضي المحتلة والقدس فضلا عن دعمه الكامل للشعب اللبناني وفصائل المقاومة وعلى رأسها حزب الله الذي يعد من ابرز الاعداء لاسرائيل
اما على الصعيد العسكري والامني فقد اثر البرنامج النووي بشكل او بآخر في اعاقة جميع الاهداف الاستراتيجية الاسرائيلية كما منع وسد جميع الطرق التي تساعد على تحقيقها ومع انه لم يكتمل بعد الا انه اوجد نوعا من توازن القوى ضد اسرائيل مما جعله مصدر رعب وتهديد للكيان الاسرائيلي
اما على الصعيد الاقتصادي فقد اعاق البرنامج النووي الايراني التحكم الامريكي والاسرائيلي بكميات النفط واسعاره كما طرح مشاريع انمائية للدول العربية تنافس المشاريع الاسرائيلية فضلا عن قيامه بكسب سوق المنطقة التجاري خاصة بعد اكتساب الجمهورية الاسلامية الايرانية الاكتفاء الذاتي هذه التهديدات المستمرة للكيان الاسرائيلي جعلت من ايران العدو الاول لاسرائيل ومرمى لضرباتها بشكل مستمر ومتكرر ومألوف نوعا ما لكن الضربات الاسرائيلية في ١٣ يونيو حزيران التي شنتها اسرائيل كانت ضربات مختلفة وفريدة من حيث النطاق والتوقيت والاهداف
من حيث التوقيت ادركت اسرائيل ان ايران لا تحتاج سوى عدة اسابيع او اقل بكثير لتكمل عملية تخصيب اليورانيوم لتصنع سلاحا نوويا فتاكا وهي تحتاج فقط ٤٢ كيلوغراما من اليورانيوم لتصل الى نسبة ٩٠٪ لتصنع قنبلة نووية واحدة اما من حيث الهدف فقد استهدفت اسرائيل بدقة المواقع النووية فقد كانت ضرباتها بمثابة ابادة شاملة لمواقع نووية متعددة حيث اصاب هذا الهجوم المواقع النووية الرئيسية ومن اهمها نطنز الذي يعد اهم مصنع لتخصيب اليورانيوم حيث يضم اكثر اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في ايران والذي يبعد عن طهران حوالي ١٤٠ كيلومترا كما استهدفت علماء نوويين وقادة عسكريين ومشرفين على المحادثات النووية الامريكية من بينهم محمد باقر وحسين سلامي وعلي الرشيدي وعلي شمخاني ومحمد مهدي مما ادى الى استشهادهم جميعا كما استهدفت مواقع عسكرية ايرانية بغية ابطاء التقدم الفوري للبرنامج النووي من خلال ازالة الخبرات والمواقع النووية التي يصعب اعادة بنائها
لقد اتت هذه الضربات تزامنا مع اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اعلنت ان ايران لم تعد ملزمة بالتزاماتها النووية بموجب معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وانتهاء المهلة التي حددها ترامب للتوصل الى اتفاق نووي
لذلك تعد هذه الضربات الفريدة من نوعها ذات ابعاد مختلفة ومخاطر سياسية واستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط عامة والعالم كافة ومن اهم هذه الابعاد والمخاطر هي
١ ردود فعل اقليمية ودولية قد تؤدي الى نتائج كارثية وقد تؤدي هذه الضربات الى تقليل فرص التوصل الى حل دبلوماسي
٢ التأثيرات الجيوسياسية في المنطقة التي تؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار بصورة مستمرة وطويلة الامد
٣ نجاح الضربات الاسرائيلية واستمرارها قد يؤدي الى القضاء على البرنامج النووي الايراني او تعطيله واقل الاحتمالات ابطاء نموه
٤ رد فعل ايراني عنيف على اسرائيل وهذا ما بدأته بالفعل لتدمير الكيان الاسرائيلي
٥ قد تؤدي هذه الضربات التي بدأتها اسرائيل الى حرب اقليمية غير مسبوقة وقد تصل الى حرب عالمية